(The Turkish Post) – جددت تركيا دعوتها للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، منتقدة صمت الغرب إزاء وحشية إسرائيل. وشددت على أن على الجميع العمل على تحقيق حل الدولتين ومن أجل إرساء الاستقرار في المنطقة.
وكرر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. ووصف التزام الغرب الصمت إزاء وحشية إسرائيل بأنه «أمر مرعب».
وقال فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية البوسنة والهرسك إلمدين كوناكوفيتش، عقب مباحثاتهما في أنقرة الخميس: «من المخجل أن نرى استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، وندعو كل الدول إلى عدم دعم إسرائيل في هذه الوحشية». داعياً إلى وقف إطلاق النار الآن، وعلى الجميع العمل على حل الدولتين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي زار أنقرة 6 نوفمبر لبحث الحرب في غزة (أ.ب)
وعدّ فيدان النظر بصمت لوحشية إسرائيل «ضوءاً أخضر»، مضيفاً: «الأمر المرعب، هو أن الدول الغربية صاحبة النفوذ على إسرائيل، التزمت الصمت التام أمام الوحشية الإسرائيلية في غزة… نجدد التأكيد على وقوفنا إلى جانب إخوتنا الفلسطينيين في قضيتهم العادلة».
من جانبه، أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، ضرورة إعلان وقف إطلاق نار إنساني عاجل في غزة، وإنهاء الهجمات ضد المدنيين على الفور.
وقال غولر خلال مناقشة موازنة عام 2024 بالبرلمان التركي ليل الأربعاء – الخميس: إن الممارسات الإسرائيلية في غزة من قتل للنساء والأطفال وتدمير للمنشآت المدنية وانتهاكات القانون الدولي تعد جرائم حرب لا يمكن القبول بها. وأكد أن تركيا ستواصل القيام بما يقع على عاتقها بشأن المساعدات الإنسانية، وستستمر في مبادراتها الدبلوماسية لإيقاف الهجمات الإسرائيلية على غزة وإيجاد حل دائم.
هجوم نتنياهو
في السياق ذاته، انتقدت وزارة الخارجية التركية تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاجم فيها الرئيس رجب طيب إردوغان بسبب وصفه إسرائيل بأنها «دولة إرهاب» وتأكيده أن نتنياهو راحل عن منصبه لا محالة.
وقالت، في بيان، ردّت فيه على ما وصفته بـ«الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة التي أطلقها نتنياهو ووزير خارجيته إيلي كوهين، بحق إردوغان، إن المسؤولين الإسرائيليين «الذين دخلوا صفحات التاريخ المظلمة بالمجازر التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني، لا يحق لهم الحديث عن القانون».
وأضاف البيان، أن «بنيامين نتنياهو الذي يزعجه التعبير عن الحقائق، وإيلي كوهين، ساقا افتراءات بحق رئيسنا لا أساس لها من الصحة ولا يمكن أن تغطي على جرائمهما».
وشدد البيان على أن «مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية، والتي أثارت سخطاً كبيراً في الرأي العام العالمي، والمحرضين عليها، سوف يخضعون للمحاكمة عاجلاً أم آجلاً، كما ستواصل تركيا معارضة المجزرة التي تُرتكب في غزة ودعم القضية المشروعة للشعب الفلسطيني».
وكان نتنياهو قد صرح، الأربعاء، بأن إردوغان يصف إسرائيل بدولة إرهابية، لكنه في الواقع يدعم حركة «حماس» «الإرهابية»، كما قصف قرى داخل حدود تركيا، ولن نوافق على تلقي المواعظ الأخلاقية منه.
جاء ذلك رداً على وصف إردوغان، خلال اجتماع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي، الأربعاء، إسرائيل، بأنها دولة إرهاب ترتكب جرائم حرب، وتنتهك القانون الدولي في غزة، وجدد تأكيده على أن حركة «حماس» ليست منظمة إرهابية، بل حركة تحرر وطني. وشدد إلى أن نتنياهو «راحل» عن منصبه لا محالة.
إردوغان يزور المرضى
هذا، وزار إردوغان، الخميس، مرضى فلسطينيين مصابين بالسرطان تم نقلهم من قطاع غزة إلى تركيا عبر مصر للعلاج. وطاف إردوغان، يرافقه وزير الصحة، فخر الدين كوجا، على غرف 27 مريضاً فلسطينياً في مستشفى بيلكنت الحكومي في أنقرة، وتبادل الحديث معهم عن أحوالهم الصحية، متمنياً لهم الشفاء العاجل.
مريضة فلسطينية مصابة بالسرطان على نقّالة بعد وصولها إلى مطار إيسنبوغا في أنقرة قادمة من غزة عبر مصر (أ.ف.ب)
ووصلت طائرتان إلى مطار إيسنبوغا بأنقرة، ليل الأربعاء – الخميس، آتيتين من مطار العريش في مصر، وتحملان 27 مريضاً فلسطينياً و13 مرافقاً.
وأكد وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، الذي وصل على متن إحدى الطائرتين، عزم بلاده على مواصلة جهودها من أجل نقل المرضى من قطاع غزة إلى أراضيها للعلاج، واصفاً نقلهم إلى تركيا بـ«الخطوة المهمة».