(The Turkish Post) –يوم جديد من الحرب تشهده غزة، السبت، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الجوية والبرية في القطاع، ويعلن يومياً تفكيك المزيد من البنى التحتية التابعة لحركة حماس. فيما الخاسر الأعظم من هذه الحرب هو الشعب الفلسطيني الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، في حين لا تبدو أي بادرة أمل في وقف وشيك لإطلاق النار.
وفي آخر التطورات، وفيما أفاد مراسلنا بأن المدفعية الإسرائيلية تقصف بكثافة مدينة غزة، قال إعلام فلسطيني، إن القوات الإسرائيلية طلبت إخلاء مجمع الشفاء الطبي في غزة خلال ساعة واحدة. ولم يتوفر على الفور مزيد من التفاصيل، غير أن المجمع يخضع لحصار وجرى اقتحامه من جانب القوات الإسرائيلية منذ عدة أيام.
وأفاد بيان لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، اليوم بأن مقاتليها استهدفوا سبع آليات عسكرية إسرائيلية في تل الهوا والصبرة بجنوب غرب مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما أفاد إعلام فلسطيني بسقوط عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على مدرسة الأونروا في تل الزعتر في غزة. وأكدت وزارة الداخلية في غزة وصول أعداد من القتلى إلى المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان نتيجة قصف مناطق مختلفة من شمال القطاع.
وقبلها، أفاد إعلام فلسطيني بسقوط عشرات القتلى جراء القصف الإسرائيلي في جنوب ووسط قطاع غزة. وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بأن نحو 28 فلسطينيا أغلبهم من الأطفال قتلوا في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت. وأضاف أن بيت لاهيا تتعرض أيضاً لقصف إسرائيلي مكثف.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن طائرات إسرائيلية قصفت اليوم منزلا في حي التفاح شرق مدينة غزة، فقتلت وجرحت عددا من الأشخاص. وأضافت أن الطيران قصف أيضا في رفح جنوب القطاع مركزا ثقافيا. واتهمت الوكالة الطيران الحربي الإسرائيلي كذلك باستهداف المسجد الكبير في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث أحصت أكثر من 192 مسجدا استهدفتها إسرائيل في القطاع ودمرت منها 56 بشكل كامل.
هذا وأصدرت إسرائيل تحذيرا جديدا للفلسطينيين في مدينة خان يونس وطالبتهم بالتوجه إلى الغرب بعيدا عن مرمى النيران وحتى يكونوا على مقربة من المساعدات الإنسانية، في أحدث مؤشر على أنها تخطط لمهاجمة حركة حماس في الجنوب بعد السيطرة على الشمال.
وقال مارك ريجيف، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة “إم.إس.إن.بي.سي”MSNBC، أمس الجمعة: “نطلب من الناس الانتقال. أعلم أن الأمر ليس سهلا بالنسبة للكثيرين منهم، لكننا لا نريد أن يقع المدنيون في مرمى إطلاق النار”.
وقد تجبر مثل هذه الخطوة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين توجهوا جنوبا هربا من الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة على الانتقال مرة أخرى، جنبا إلى جنب مع سكان مدينة خان يونس الجنوبية، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة.
ويبلغ عدد سكان خان يونس أكثر من 400 ألف نسمة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ أن قتل مسلحوها 1200 شخص واحتجزوا 240 أسيرا في هجوم السابع من أكتوبر، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تقصف إسرائيل معظم أنحاء غزة ودكتها دكا، وأمرت بإخلاء النصف الشمالي بأكمله من القطاع، ما أدى إلى تشريد نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون. ويخشى العديد ممن فروا أن يصبح نزوحهم دائما.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أمس الجمعة ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 12 ألف شخص، منهم 5000 طفل. ولا يتم تحديث أرقام الضحايا الآن بانتظام بسبب صعوبة جمع المعلومات وانقطاع الاتصالات المتكررة.
ومع دخول الحرب أسبوعها السابع، لم تظهر أي دلالة على أي تراجع على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو على الأقل لهدنة إنسانية.
ووسط تحذيرات من أن حصارها سيؤدي إلى المجاعة والمرض، أذعنت إسرائيل على ما يبدو أمس الجمعة للضغوط الدولية، ووافقت على السماح بدخول شاحنات الوقود إلى غزة ووعدت “بعدم فرض قيود” على المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة.
وقالت إسرائيل إنها ستسمح بشاحنتين محملتين بالوقود يوميا بناء على طلب واشنطن لمساعدة الأمم المتحدة في تلبية الاحتياجات الأساسية، وتحدثت عن خطط لزيادة المساعدات على نطاق أوسع.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الظروف الإنسانية في غزة تتدهور بسرعة، بما في ذلك تحذير صارخ من برنامج الأغذية العالمي من “احتمال فوري بحدوث مجاعة”.
وفي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، الذي كان محور قلق دولي هذا الأسبوع عندما أصبح الهدف الرئيسي للهجوم البري الإسرائيلي، قالت إسرائيل إن قواتها عثرت على مركبة بها عدد كبير من الأسلحة، وهيكل تحت الأرض قالت إنه منفذ إلى أحد أنفاق حماس، بعد يومين من تفتيش المبنى.
ولطالما أكدت إسرائيل أن المستشفى يقع فوق مخبأ كبير تحت الأرض يضم مقر قيادة لحماس. ويقول العاملون في المستشفى إن هذا غير صحيح وإن النتائج التي توصلت إليها إسرائيل هناك لم تثبت حتى الآن شيئا من هذا القبيل.
وتنفي حماس استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. وتقول إن بعض المحتجزين تلقوا العلاج في المراكز الطبية لكن لم يتم احتجازهم داخلها.